نموذج بحث لنيل شهادة الاجازة تحت عنوان '' النقل الحضري وعلاقته بسهولة الوصول إلى الخدمات الأساسية مقاطعة زواغة أنموذجا''
مقدمة
حظي قطاع النقل الحضري خلال السنوات الأخيرة باهتمام متزايد من طرف الباحثين والمخططين،وذلك باعتباره أحد أهم قطاعات التنمية الشاملة، نظرا للدور الفعال والايجابي الذي يقوم به داخل النسيج
الحضري للمدن، كما يعد أحد أهم الأسباب المحفزة على الاستقرار الحضري في كثير من مدن العالم،
حيث يعتبر قطاع النقل الحضري من القطاعات الهامة والذي يلعب دورا أساسيا على المستوى الاجتماعي
والاقتصادي والعمراني لكل دولة من الدول المتقدمة منها والنامية على حد سواء.
وتتجلى الوظيفة الأساسية للنقل في كونه يشكل حلقة وصل بين البيت ومقر العمل والمدرسة أو
الجامعة بالإضافة إلى رحلات التواصل الاجتماعي بين الناس و التسوق والتنزه وتأمين التنقل لمختلف
الخدمات العامة، وأسباب أخرى كثيرة تستوجب التنقل، بحيث تتطلب حركة الناس وجود وسائل ونظم
النقل من طرق وحافلات وغيرها من وسائل النقل العام لتسهيل هذه الحركة وتحقيقها على أفضل وجه.
وفي هذا الصدد، يعد النقل الحضري قضية متعددة الجوانب، ويُنظر إليه باعتباره جزء لا يتجزأ من
عملية التخطيط الحضري لارتباطه الوثيق بالتكوين العمراني ومختلف استعمالات الأراضي التي تعد أحد
أهم العوامل المولدة للتنقلات.
ويعد الارتقاء بمستوى قطاع النقل الحضري في وقتنا الحاضر أحد المعايير أو المؤشرات الدالة على
مستوى التنمية العمرانية والتطور الحضري للمدن، بحيث يتم قياس تقدم المدن ونموها بتقدم وسائل ونظم
النقل فيها، وذلك بموجب العلاقة التكاملية فيما بينه وبين جميع القطاعات التنموية الأخرى، خاصة إذا ما
ارتبط بوجود أنظمة النقل المتطورة القائمة على تطبيقات تكنولوجية وأنظمة ذكية ومتطورة.
ويأتي قطاع النقل الحضري على رأس القطاعات التي تدعم الهيكل الاقتصادي، بحيث لا يمكن
تحقيق نمو متوازن بين القطاعات الاقتصادية دون تأمين احتياجات تلك القطاعات من النقل، الأمر الذي
لا يمكن تحقيقه إلا من خلال إعداد تخطيط جيد لقطاع النقل يرتبط ارتباطا وثيقا بمخطط القطاعات
الاقتصادية الأخرى.
وفي ضوء ذلك شهدت مدينة فاس خلال العقود الأخيرة نموا سكانيا سريعا، وتوسعا عمرانيا كبيرا،
حيث تجاوز عدد سكان المدينة مليون نسمة، حتى أضحت المدينة من أسرع مدن المغرب نموا وتطورا،
وقد أدى هذا النمو السكاني والتوسع العمراني وما رافقهما من ازدهار في الأنشطة التجارية والصناعية إلى
ازدياد الحاجة إلى التنقل بين أجزاء المدينة المختلفة، وأمام هذا التضخم السكاني المتنامي، وكذا تعدد
متطلبات الحياة الحضرية، أصبحت وسائل النقل الحضرية المتوفرة غير قادرة على تحقيق مستوى خدمة
مناسب لمتطلبات ساكنة المدينة من النقل، ولذلك فقد أصبح قطاع النقل الحضري بهذه المدينة نقطة
سوداء لا يتردد المسئولون أنفسهم بالاعتراف به، وفي نهاية المطاف فإن المواطن وحده من يؤدي الثمن .
لهذا وجب التفكير اليوم أكثر من أي وقت مضى فيما يخص تدبير هذا القطاع الحيوي لأن يكون في
مستوى تطلعات ساكنة مدينة فاس.
تجدر الإشارة إلى أن إنجاز هذا البحث، قد تم بمساعدة الطالب الباحث بمركز تك وين الدكتوراه
"اللغات والتراث والتهيئة المجالية"، محور الدراسات الجغرافية، مخلص الدرقاوي العلوي، الذي زودنا
بالبيبليوغرافيا والمعطيات اللازمة، كما أن إنجاز البحث الميداني تم بواسطة الاستمارة التي قام بصياغتها
في إطار بحثه للدكتوراه.
إشكالية البحث :
تنبع أهمية قطاع النقل الحضري في أثره البارز في حياة الناس اليومية، بالنظر لكونه يمكنهم من
الوصول إلى أهدافهم بسهولة في مناطق مختلفة من المدينة، إلى جانب ذلك فإن النمو الاقتصادي
والاجتماعي يعتمد على نظام النقل في المدينة، فإذا كان هذا النظام فعالا فيمكن القول أن تلك المدينة
متقدمة بصورة جيدة.
لهذا فإن الإشكالية التي سيتناولها هذا البحث تصب حول الأسئلة التالية :
ما هي الوضعية الراهنة لقطاع النقل الحضري بمدينة فاس؟
ما مدى تقييم الساكنة لمستوى الخدمة التي يقدمها النقل الحضري في علاقته بسهولة الوصول
إلى الخدمات الأساسية ؟
ما هي الإكراهات التي تواجه قطاع النقل الحضري خاصة بمقاطعة زواغة؟
وما هي أهم الاقتراحات والتصورات والرؤى المستقبلية في أفق إعادة تأهيل القطاع؟
اشترك في بريدنا الالكتروني لتتوصل باشعار فور نشر موضوع جديد


0 الرد على "نموذج بحث لنيل شهادة الاجازة تحت عنوان '' النقل الحضري وعلاقته بسهولة الوصول إلى الخدمات الأساسية مقاطعة زواغة أنموذجا''"
إرسال تعليق